languageFrançais

ملحمة بن قردان: كي لا ننسى أبطالنا...حارس ثكنة 'جلاّل' نموذجا

لم تكن الملحمة التي خاضتها بن قردان يوم 7 مارس 2016 مجرد اشتباكات جمعت القوات المسلحة التونسية بمجموعة تكفيرية حاملة للسّلاح فحسب، بل كانت ملحمة بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى، بين مختلف التشكيلات الأمنية والعسكرية بجلّ فرقها وعناصرها وبين مئات الدواعش المتسللين من الحدود الشرقية التونسية .

كان حلم 'الدواعش' الواهم ،الذي تحطّم على سور مدينة بن قردان، هو إقامة 'إمارة إسلامية' بعملية تشبه سيناريو 'الموصل' العراقية أو 'الرقّة' في سوريا لكن قدر تونس أن تبقى عصية على أعدائها بشجاعة نساءها ورجالها وبتدخّل مؤسساتها الأمنية والعسكرية في الوقت المناسب وحتى بدماء شهدائها.

أسماء كثيرة سيحفظها التاريخ أثناء وبعد الملحمة التونسية الخالصة وقصص تروى للأحفاد لتخلّد شجاعة أبطالها إلى الأبد وإستشهاد شهيد الحرس الوطني 'عبد العاطي عبد الكبير' بمنزله وهو يقاوم حتى آخر رصاصة خرجت من سلاحه الفردي ومشهد الضابط الذي شق صفوف الإرهابيين بساحة المغرب العربي ببن قردان بعد أن هبّ لنجدة الوطن أثناء فترة عطلته خير دليل على ذلك ولكل شهيد مات ذودا عن بن قردان ملحمة وقصّة راجت في الأوساط الضيقة بصوت خافت.

اليوم وقد مرت سنتان عن الملحمة سنروي بطولة 'جندي متطوع' حطّم بمفرده الجزء الأمر والأهم من مخطط دبرته المجموعات التكفيرية والمتمثلة في السيطرة على ثكنة الجيش الوطني بجلّال بعد أن أحبط الهجوم في مهده وفق شهادات القيادات العسكريية. 

بمجرد دخولك لبن قردان تعترضك منطقة ''جلاّل'' وهي منطقة صحراوية حدودية تحتوي ثكنة وجامع وعدد من البنايات المتفرقة، هناك تجمّع عشرات الإرهابيين لمداهمة الثكنة  بالتزامن مع هجوم مجموعة أخرى منهم على منطقتي الأمن والحرس الوطني. 

لكن سرعة بديهة ''حارس الثكنة'' و دقّة ملاحظته مكّنته من رؤية عدد من الإرهابيين يحاولون الاقتراب من ثكنته التي كانت وستظل مقبرة لكل من تمرّد عليها.
شغّل الحارس الشاب المتطوع صلب الجيش الوطني رشاشه ووجّه رصاصه نحو أعدائه وقضى وقتها على 3 قيادات إرهابية ثم أطلق الإنذار داخل الثكنة فتموقع الجنود والضباط والضباط السامون في مراكزهم وصدوا الهجوم وأسقطوا مخطط التكفيريين في إسقاط الثكنة وإعلان 'دولة الخلافة' المزعومة. 

وانطلقت بعدها بقية الملحمة وإنتقلت الوحدات العسكرية والأمنية من المخطط الدفاعي إلى المخطط الهجومي في حرب شوارع دامت لأيام  بحثا عن الدواعش الذين فرّوا بمجرد أخذ القوات المسلحة وقوات الحرس والشرطة للأسبقية في الملحمة بعد قدوم التعزيزات لمنطقة تشهد بطبعها تواجد العتاد والموارد البشرية منذ أشهر بعد ورود معلومات استخباراتية على الوحدات الأمنية والعسكرية تفيد بإمكانية استهداف 3 مدن تونسية بهجومات إرهابية من بينها مدينة بن قردان .

وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الدفاع كانت قد انتدبت الجندي المتطوع صلب الجيش الوطني وقامت بترقيته بعد انتهاء الملحمة البطولية ببن قردان وفق مصادرنا المطلعة. 

برهان اليحياوي